NOT KNOWN FACTS ABOUT حوار مع النخبة

Not known Facts About حوار مع النخبة

Not known Facts About حوار مع النخبة

Blog Article




وفي أحسن الأحوال، قد قامت تلك الدول بخلق مجتمع مدني يناسبها، وهو ما يمكن أن نسمّيه "المجتمع المدني للاحتفالات"؛ أي هؤلاء الذين يتحدثون لغاتنا ويرتدون نفس أزيائنا ولكنهم متحرّرون، يشربون الحكول تمامًا مثل من يقومون باستقبالهم من ممثلي "الدول المتقدمة".

ما أريد قوله هنا هو: أنّ تلك النخبة قد اكتفت بالتنظير، والانتقال من أعلى إلى أسفل، ولم تأخذ بالاعتبار من يشكّلون بنية هذا المجتمع وكيانه، حتى ولو كانوا في أسفله (كما اعتقدت تلك النخبة)، تلك النخبة التي لم يستطع أحد منها من داخل المجتمع توقّع ما حدث، كانت على العكس مكوّنة من أشخاص "عاديين" غير منتمين لأي أحزاب سياسية، ولكنهم ملتصقون باحتياجات العامة وأمورهم الحياتية اليومية.

محمد سليم العوا: آه خرج أحمد بن حنبل بعد وفاته في جنازة ظل الناس يصلون عليها من صلاة الظهر إلى ما بعد العشاء وقال المؤرخون إنه لم يبق قادرا على الخروج من مسلم أو ذمي، يعني مسيحي أو يهودي، إلا خرج ليشيع جنازة أحمد بن حنبل. وخرج منافسه أحمد بن أبي دراد في أربعة رجال، اللي شايلين النعش. فقصة النخبة الشعبية طبعا موجودة حتى الآن، وحضرتك تنظر مثلا إلى وفيات الكبار في زمننا هذا، في كبار جدا ماتوا فشيعهم وصلى عليهم عدد لا يتجاوز أصابع اليدين أو اليد الواحدة، وفي مغضوب عليهم من الحكومات ومن الأمم ومن الدول ومحاربين وربما كانوا في بعض الأوقات مسجونين ومضطهدين، خرج في جنازتهم مئات الآلاف حتى سدت الشوارع ومنعت الوفود القادمة للعزاء من الدخول، وهذه هي النخبة التي تصنعها الشعوب وتختارها الشعوب.

المحتوى الحصري: يتعين أن تكون المعلومات والقصص المقدمة في الحوار حصرية لمنصة نور الإمارات، وألا تكون قد نُشرت بنفس التفاصيل في وسائل إعلام أخرى.

أحمد منصور: هذه عملية التحطيم، عملية الاستقطاب، عملية التدمير للنخبة..

محمد سليم العوا: نعم، أولا يعني ظاهرة الكلام الذي لا معنى له في المؤتمرات ظاهرة هائلة، وليست قاصرة علينا بالمناسبة دي في كل مؤتمرات الدنيا، في مؤتمرات علمية جادة طبعا وثقافية لكنها نادرة، لكن الإشكال مش في فقط يعني فراغ المؤتمر من معناه أو فراغ توصياته أو قراراته من معنى، المشكلة في أن هذا موجه إلى من؟ هذا عادة المؤتمر يوجه إلى الأجيال الصاعدة لكي تتعلم من هؤلاء الكبار ما يقدمونه.

وهنا يحضرني مثال من المجتمع السوري مرة أخرى، لمجموعة من الشباب والشابات أطلقوا على أنفسهم لقب "أحفاد الكواكبي". قام هؤلاء بكتابة النص التالي:

النظر الفاحص يقودنا إلى أن البلاد تعرضت، ولفترة طويلة، لحملات منظمة تستهدف عناصر قوتها المادية والمعنوية، حسبما يقول السفير ميشيل رامو، سفير فرنسا السابق لدى الخرطوم، في كتابه المعنون "السودان في جميع حالاته": (إن الطمع في ثرواته المعروفة من النفط واليورانيوم والنحاس والذهب هي سبب استهداف السودان، والصورة النمطية التي يشكلها الإعلام الغربي للسودان غير واقعية وغير حقيقية، والهدف منها هو خدمة المخطط الأميركي والدولي؛ لإضعاف الحكومة المركزية وصولًا لزعزعة استقرار البلاد عبر إضعافها من الأطراف).

 نحن نؤمن بأن قصتك تستحق أن تروى بأسلوب احترافي وجذاب يصل إلى جمهور واسع.

سلام الكواكبي: من المؤسف أن تظهر الثورات العربية أنّ تلك "النخب التقليدية" والتي معلومات إضافية أنكرت قوة العامة قد اختلفت أيضا في رد فعلها حول تحركات الشارع العربي واحتياجاته؛ فمنهم من انضم إلى الثوّار، ومنهم من قام بإعطائهم تسميات مختلفة.

   لا يقلقني كثيرا أنني غير مقروء، فنحن لسنا مجتمع قراءة. كنت خلال زمن المراهقة، بمعزل عن المتمدرسين، أكاد أمثل ظاهرة قرائية. لكن الجميع كانوا يعزون الأمر لرغبة مني في التعويض عن غياب السمع. وهكذا بفعل هذا الفهم الخاطئ لم يتَح لتجربتي في القراءة أن تتأصل وتتسع لتشمل آخرين لا يرون القراءة تعويضا عن نقص ما  بقدر ما هي مدخل ضروري وحاسم لفهم العالم وبناء الكينونة. ظللتُ على الدوام ظاهرة معزولة. وأخشى أن يكون هذا نفس مصير تجربتي الروائية. فتُفهم كذلك على أنها رجع صدى لحنين جارف لعالم ضاع واندثر، وليست قراءة جمالية للعالم وإعادة بناء له من خلال التخييل. وهذا إن كان يُعَدُّ أمرا باعثا للمتعة الشخصية، فإنّه يظلّ بلا معنى إن لم نشاركه مع الآخرين ولم نطوّره لنوصله إلى مستوى مشروع مشترَك معهم. وهنا نقف على المعضلة التي لا حلّ لها تقريبا في ظلّ سيطرة لوبيات النشر على سوق القراءة وإيصال المعلومة:  كيف سيتاح لأصواتنا أن تصل؟ كيف نغالب الشعور الدائم بانعدام القيمة؟ كيف سنقاوم شعورنا “بالانتماء الذليل لهذا البلد”؟، مثلما عبّر عن ذلك هشام جعيط.

أما ما أعنيه بـ"النخبة الجديدة" فأنا أتحدث عن فئة من الشباب والشابات من طلبة وطالبات الجامعة، بل وبعضهم من الحرفيين والمهنيين من غير المتعلمين؛ هي فئة أفرزها واقع المجتمعات العربية المقهورة والمهمشة، لتصعد من أسفل المجتمع إلى أعلاه على عكس ما هو متوقع ومعروف عن تاريخ مفهوم "النخبة" التقليدي.

بعد نشر الحوار، سيتم الترويج له عبر خدمة الروابط الخلفية الخاصة بمنصة نور الإمارات. يمكنك أيضاً مشاركته عبر منصاتك الشخصية لزيادة الانتشار.

أي أنّني أعترف بهم مرجعية وبوابة نحو الاعتراف بي ككاتب، وهم الذين حكمت عليهم نهائيا بأنهم جملة من العلاقات الشللية وحسمت أمري بالسير على ضفة مغايرة وبعيدة عنهم… هؤلاء تركتهم خلفي.

Report this page